خنازير إسرائيلية تعيث في أراضي الفلسطينيين وبعض قرى الضفة تع

من طرف **محمد صوان** الإثنين يونيو 11, 2007 11:35 am

خنازير إسرائيلية تعيث في أراضي الفلسطينيين وبعض قرى الضفة تعيش منع تجول ليلي بسببها

يصارع السبعيني عثمان بلاسمة للبقاء في مشوار حياته القاسية وسط "أمواج" المخاطر التي يشكلها المستوطنون الذي يستهدفون مسكنه في الخربة الزراعية الخاصة به، لكن خطر الخنازير البرية التي ينشرها المستوطنون بكثافة تكاد تطبق "فك الكماشة" عليه.

اتخذ بلاسمة من خربة زراعية مسكناً له، يقطنها للبحث عن ما تبقى له من حياة في منطقة نبع المطوي غربي سلفيت بالضفة الغربية، وبات يخشى على حياته جراء استهداف المستوطنين للمنطقة التي يرون فيها عمقا استراتيجيا لمستوطنة آريئيل، التي بات المستوطنون يسمونها عاصمة السامرة، والتي سميت بذلك تيمنا برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آريئيل شارون.

ويقول بلاسمة إن هناك ظاهرة جديدة تتمثل بقيام قطعان الخنازير بنبش الجدران الاستنادية الحجرية بحثا عن الحلزون البري، وهو ما يهدد التربة بالانجراف خلال موسم الشتاء المقبل، عدا عن التخريب الذي يحدثه نبشها، خاصة أن انجرافات عدة حدثت جراء ذلك، في أشهر الشتاء الماضية.

ويعتقد بلاسمة أن مكمن الخطر في الخنازير سرعة تكاثرها، حيث يشير الى انها تتوالد مثل الفئران والأرانب، على حد قوله.

وكان قطيع من الخنازير المتوحشة التي يطلقها المستوطنون، هاجم عمال النظافة في بلدية سلفيت، أثناء تفريغ حمولة من النفايات، في مكب النفايات البلدي، قبل أشهر.

من جانبه، قال مدير عمال النظافة وسائق شاحنة للنفايات ابراهيم عمران، أنه وخلال قيامه بتفريغ حمولة الشاحنة مع ساعات الصباح الباكر، قبل حوالي ثلاثة أشهر، هاجمت مجموعة من الخنازير عماله وكادت أن تجرح احد العمال، مضيفا "اضطر العمال للاحتماء بشاحنة النفايات، قبل أن يتمكنوا من قتل احد الخنازير".

وقبل عامين، أعلن في مشفى رفيديا بنابلس عن استشهاد مسن فلسطيني وإصابة نجله في بلدة سبسطية شمال غربي نابلس، بعد أن هاجمهما خنزير انطلق من إحدى مستوطنات المنطقة، وذكرت مصادر طبية بأن خنزيرا تم تسريبه من مستوطنة شافي شومرون هاجم المواطن يوسف محمد غزال (80 عاما)، وابنه جهاد (48 عاما)، خلال تواجدهما في أرضهما ببلدة سبسطية، ما تسبب باستشهاد المسن، وإصابة ابنه بجراح متوسطة، قبل أن يصلا إلى مستشفى رفيديا، مصابين بجروح نتيجة اعتداء خنازير عليهم بالعض، حيث توفى المسن غزال بعد فترة قصيرة من وصوله إلى المستشفى.

ووقعت حوادث مشابهة جرت في المنطقة أخيرا، عندما أصيب مواطن من بلدة دير شرف إصابات خطرة جراء مهاجمته من قبل الخنازير المتوحشة.

وخشية من الخنازير البرية التي تدمر الأخضر واليابس أمامها، يواصل مزارعو مدن الضفة الغربية، خاصة سلفيت، ونابلس، وقلقيلية، لاسيما في المناطق القريبة من المستوطنات، الإحجام عن زراعة أراضيهم وفلاحتها، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى أسلوب نشر الخنازير البرية المتوحشة في الأراضي الفلسطينية.

في غضون ذلك، نشر المستوطنون المئات من الخنازير البرية والمتوحشة في سلفيت، خاصة قرب مستعمرة "آرائيل"، حيث تنتشر تلك الحيوانات في منطقة المطوي، بفعل وجود مياه صرف صحي في المستعمرة المذكورة، والتي تشكل تربة خصبة لتوالد الخنازير والتكاثر المثير للدهشة ودون توقف.

بدوره، يؤكد مدير وزارة الزراعة الفلسطينية في سلفيت إبراهيم الحمد أنّ الوزارة لم تدخر جهداً في مكافحة الخنازير البرية، رغم ضعف الإمكانيات المتاحة لها، مضيفا أنه من الصعب مكافحة ظاهرة الخنازير لسببين أولهما استمرار قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين بنشرها. أما السبب الثاني، بحسب الحمد فهو سرعة تكاثرها بشكل كبير.

وفي محافظة قلقيلية لاحظ المزارعون وجود أعداد من الخنازير البرية الثائرة تجوب أراضيهم وتخرب مزروعاتهم. وقال مدير مديرية الزراعة في المحافظة محمد أبو عصيدة، أن ظاهرة انتشار الخنازير البرية مقلقة وخطيرة، وتضر بالمزارع الفلسطيني. الظاهرة بدأت بعد استكمال بناء الجدار العنصري، وإقامة البوابات على نطاق واسع في المناطق المحصورة خلف الجدار.

وأكد أن الظاهرة بدأت بانتشار أعداد قليلة من الخنازير، وما لبثت أن تحولت إلى قطعان وبأعداد كبيرة، بحيث أصبحت تشكل خطراً، ليس على المزارع فحسب بل وعلى المزروعات أيضاً.

وحول الحلول الممكنة لمواجهة هذا "السلاح"، قال أبو عصيدة أن المزارعين يقاومونه بشكل فردي، مضيفاً أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى حل فعال، إذا أن مكافحة تلك الخنازير تتعارض مع قوانين حماية البيئة الإسرائيلية، وأن أية عملية مكافحة منظمة لها تعني إمكانية تدخّل جيش الاحتلال، لحماية الخنازير!.

وذكر عدد من المزارعين أنهم لاحظوا وجود قطعان الخنازير في الجهة الشمالية لمدينة قلقيلية وتحديداً في الأراضي التي وقعت خلف الجدار في مواقع "المرج"، و"الكارة"، و"خلة الأعمى".

وافاد المزارع محمد أبو الشيخ، الذي يمتلك قطعة أرض في أحد هذه المناطق، أن الخنازير دمرت مساحات من محاصيل الذرة، والقمح، والخضراوات، وأشجار الفاكهة، والحمضيات الصغيرة.

وأضاف أبو الشيخ أن الخنازير البرية هاجمت عدداً من المزارعين أيضاً، مشيراً إلى أن قطيعا منها هاجم اخيرا المزارع عمر درويش وزوجته أثناء تواجدهما في أرضهما.

وأوضح أنه بعد تجمع المزارعين في أرض المزارع درويش حاصرتهم قوة عسكرية، واستجوبتهم عن سبب تجمعهم، وعندما أخبروهم بما حدث، رد أحد الجنود ساخرا "إذا واصلتم تواجدكم هنا فسوف نحضر لكم حيوانات أخطر".